رثاء الزملاء الراحلين (خليل يوسف رزق)،("محمد رجائي" القيسي) رحمهم الله
رثاء الأخ الراحل الزميل خليل رزق أبو أشرف رحمك الله
ماذا عسانا نقول؟ نجم آخر يغيبّه الموت لكنه عصي على الأفول، فإن توارى النجم ظلت غيمة الذكرى سحابة ممطرة تفيض بمناقب من كان قريبا من الكل، أحب الناس فأحبوه، إنسان بسيط، رئيس غرفة تجارية أو اتحاد رياضي أو رئيس جمعية، أو مرشح في قائمة سياسية وغيرها من الأدوار التي شهدت كلها على رجل استثنائي كتب بتواضعه أبجدية البقاء في قلوب كل من عرفوه.
في جمعية المدققين زملناك في مجلس الإدارة صاحب جهود جبارة، وكان زملاؤك الحاج أكرم ورجائي رحمه الله، والجمالان، وسامي، ومحمد ارفاعية وأبو جورج ورامي، وسعد، وعودة رحمه الله، وزياد، وأحمد، وأنور والقائمة تطول وتطول ... وها هي أسابيع ثلاثة كانت كفيلة بحرماننا من اثنين أعزاء، فقد كان رحيل الخليل خليل، والصديق رجائي خسارة كبيرة لا لجمعية المدققين فحسب بل ولفلسطين كلها.
رحمك الله، وثق أننا نستلهم رؤيتك الثاقبة لتكون مما يزيدنا عزما على البناء على ما كان، فقد كان طموحك جمعية قوية الأركان، وقطاع مدققين يشار له بالبنان، وفلسطين التي تنتصر دوما بحرص الأخ على أخيه.
رحمك الله بارا معطاء، وشخصية اجتماعية، ورجل إصلاح، اقتصادي، سياسي، وقلما تجتمع هذه الخصال في شخصية، لكنها اجتمعت في شخصك الطيب، ليكون امتدادك وطنيا وعربيا ودوليا، ومؤتمرات الجمعية شاهد على ذلك، فقد أرسيت مع من تعاقبوا وإياك على رئاسة الجمعية وعضوية مجلس إداراتها من الزميلات والزملاء نهجا يستحق التقدير والتعميم.
لعائلتك خالص العزاء، وواثقون من أن أشرف وإخوته والعائلة سيكملون المسيرة على النهج ذاته، نهج القرب من الناس والوجود بينهم، نهج العطاء والنقاء.
لن أطيل ... ففي البال غصة على وقع فراق وخبر كالصاعقة حل.... هي إرادة الله ونسلّم بها إيمانا واحتسابا، سائلين الله أن يسكنك فسيح جنانه
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
رثاء الأخ الراحل الزميل رجائي القيسي رحمه الله
مع رحيلك وإذ نسلّم بقضاء الله وقدره ننعى أخا حبيبا، وزميلا فاضلا، نجري حساب مراجعة وسرعان ما نكتشف أنك "أصل ثابت" في الذاكرة والوجدان، فأنت لست فقيد عائلة فقط بل فقيد محافظتك ومدينتك وبلديتها وجمعية وقطاع مدققين. باختصار أنت فقيد فلسطين.
راجعنا سيرتك فوجدنا أن صفة "عضو مؤسس" تتكرر في أكثر من ميدان ومجال، وللصفة دلالاتها، فلطالما كنت مبادرا، وجمعية مدققي الحسابات شاهد على ذلك، فقد رسمت مع زملائك عودة جبريل ومحمد حافظ الدجاني رحمهم الله، وغيرهم أطال الله في عمرهم من زملاء المهنة؛ معالم درب، محكوم بالمهنية والحب، ولذا ستظل حاضرا بما أرسيته من ملامح التفاني.
بمنطق الزمالة أخ، وبمنطق المهنة مرجعية ومرجع، وفي عرف المعرفة بخبايا المهنة موسوعة، هذا أنت باختصار، وحتى حينما تقلدّت المناصب في الجمعية شغلت موقع أمانة السر بما يحويه من دقة وحرص واتصال وتواصل وتوثيق، هي سمات قلما تجتمع في شخص لكنها تجسدت في شخصك الكريم. بسلوك وازن يحكمه الاتزان...كنت القاسم المشترك، ولذا كان فقدك خسارة موجعة، وستفتقدك الحوارات والنقاشات والورش واللقاءات والاجتماعات... سيذكرك من رافقوك في سفر وأنت الذي ودعتّنا مسافرا إلى جنان الخلد بإذن الله مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
درجت العادة أن تصدر مع زملاء المهنة تقارير التدقيق وفيها إجمال وإيجاز، وها نحن نرثيك بتقرير معبر عن علاقة مهنية أخوية تظل العبارات قاصرة عن الإحاطة بها مهما اتسعت دائرة البلاغة والإيجاز، فالعبارات تضيق متى ما كان الراحل أخا وزميلا برتبة صديق.
نرثيك علما ومعلمّا ومَعلَما، في الجمعية والمدينة والبلدية وغرفة التجارة...إسهامات كبيرة لا نستطيع اختزالها بعبارة، وحرصك على حكومة مهنة التدقيق، والاحتكام دوما لضوابط، والاستناد إلى معايير، كلها مؤشرات على أنك كنت خير من ينتصر للمهنة في حد ذاتها، وهو حكم يبرهنه واقع ووقائع، فقد كنت خير المتحدث المدافع عن مهنة لم يخالجك الشك ولو للحظة في أنها جديرة بأخذ مكانتها في دائرة الاهتمام ولو بعد حين.
نرثيك صديقا؛ قريبا من الكل، جاعلا من حضورك المتزن وحكمتك المعهودة صمّام أمان للعلاقة المهنية، ونذكر كيف كانت مؤتمرات الجمعية شاهدا على روح جماعية، وخطوات إبداعية، تكامل فيها ثالوث؛ ضمّك أنت الأصيل، والخليل خليل، والمعطاء أكرم.
لسنا ندري أهو رثاء أم مديح؟ فالرثاء للراحلين وأنت باق فينا ما بقي النبض دفاقا، وبيرق الوفاء خفّاقا، وسيبقى حضورك ماثلا فيما أرسيته من نهج مهني وطيب علاقة. رحمك الله، ويبقى عزاؤنا قول الله تعالى: " كل نفس ذائقة الموت"..وداعا أبا مهند ...